الاثنين، 26 أبريل 2010

قبض الريح


أنا قبض الريح المبعثر فى صحراوات الوجد والتيه ، المولع بالبحث عن الحقيقة أينما رست ، المحب لكل الناس ، أنا واحد من أولئك المنهكين الذين كلما ظنوا أنهم استظلوا بواحة الراحة ألهبت ظهورهم سياط العناء وسيقوا إلى هجير الشقاء.أنا المحتمى بالصحبة من مارد الوحدة والفاتح لهم مسامى لينفذوا إلى، أنا الراصد للمارين حولى والخائف من المهرولين خلفى واللاهث وراء المسرعين أمامى.أنا واحد من الناس يظن بالناس خيرا حتى يأتوا بعكس ذلك وإن حدث فأنا الفار منهم إلى ضميرى لأعالج خلله وإلى حدسى لأعلمه لغة التحقق والتدقيق.أنا الباحث عنى فى الأزقة والحارات و الشوارع الممتدة والبيوت الضيقة والأنفاس اللاهثة ولا أجدنى إلا فى قلب محب أفاض على بعطر محبته بعدما زكمت أنفى روائح الضغينة والصداقات المموهة.كلما ظننت أنى ظفرت بطوق النجاة وأنى بعد خطوات من اليابسة غرقت حتى أذنى فى بحر خيبتى ، أنا المنتحى جانبا عن الكون أعيد ترتيب ذاتى الفوضوية علنى فى عزلتى أستطيع أن أنظم مشاعرى العشوائية وأبدأ من جديد أتعلم أن أتخطى عتبة نفسى الكئود لأنطلق إلى رحاب الدنيا الواسعة هاربا من هرطقات بعثرت روحى.أنا الناظر إلى ماوراء النهر والأعمى عما تحت قدمى والمستنير بمصابيح اليقين فى غياهب الدجى ، رحال أنا بلا رحل أو راحلة أسير على جمار الحياة بقدمى المنهكة لعلى أجد فى نهاية النفق النور الذى يداعب أجفانى كلما غفوت .أنا المستلهم قصيدتى من عيون الليل المحدقة فى أعماقى، الكاشفة لأغوارى ،والمتوارية خلف أسلاك الظلمات الشائكة.
أنا الأسير بلا قيد والحر بلا فضاء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق